اللغة موضوعًا للنصِّ الشعري عند وديع سعادة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

عبّر الجزء الثاني من الأعمال الشعرية الكاملة لوديع سعادة، عن شعورٍ قويّ بالاغتراب، بل عن تحوّل ذلك الشعور إلى موقفٍ نفسي وفكريٍّ من العالم، فكانت دواوين هذا الجزء (نص الغياب، وغبار، ورتق الهواء، وتركيب آخر لحياة وديع سعادة) بمثابة قصيدة طويلة في مديح الاغتراب، وعَدِّهِ جوهرًا للوجود لا حدثًا طارئا عليه. كان كل هذا في أعقاب هجرة وديع سعادة النهائية من لبنان إلى أستراليا عام 1988م؛ والتي جاءت نتيجةً لتردي الأوضاع في الداخل اللبناني بسبب الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت في الفترة (من1975م إلى 1990م)، أدرك وديع أن شعوره باليأس والاغتراب الذي طال أمدُه، يعود أصلا إلى انتمائه إلى مجتمعه ورزوح وعيه تحت الإرث الثقافي لذلك المجتمع، وأن تحرره من ألم ما يشعر ويعاني يبدأ بالتأسيس لقطيعة نفسية ومعرفية بينه وبين ذلك المجتمع، وأن أول تلك القطيعة يكون بالثورة على اللغة، لا في قواعدها وأنماط أدائها، بل في الوعي بعلة وجودها، والكشف عن فشلها في أداء دورها الأولي، وهو تحقيق التواصل بين أبناء المجتمع الإنساني.

الكلمات الرئيسية