تَعَالُق الماءِ والأمومة في شعر وديع سعادة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

من الخصائص التي تتجلى بها الوظيفة الجمالية لأي تشكيل فني إقامة مُبْدِعِه علاقاتٍ جديدةٍ بين الأشياء، تجعل المتلقي يعيد النظر في كنه تلك الأشياء وتلقيها لا في صورتها المباشرة الاعتيادية، بل وفقًا لمنظورٍ جمالي جديدٍ يُدهشُ ويمتع. ولا يتوقف الأمر عند إقامة العلاقات، بل يتعداه أيضا إلى الكشف عما هو قائم منها فعلا، تغفل عنه عين عموم المتلقين، وتكشفه عين الفنان النابه ذي الرؤية النافذة الأصيلة. ومثال ذلك ما سيعرض له الباحث في هذه الورقة البحثية: فللأم في شعر وديع سعادة تَشَكُّلان، أحدهما مباشر، يعبّر عن دور الأم في حياة أطفالها، لا سيما دور أم وديع نفسه في حياته، وأثرها على تلقيه للعالم ورؤيته له، والتشكُّل الآخر تشكُّلٌ رمزي، يربط فيه وديع صورة الأم بصورة الماء، مستمدًا ذلك ابتداءً من علاقة أمه بالنباتات التي كانت ترعاها في منزلهم، فكانت تسقيهم الماء، وبالحياة والرعاية التي وهبتها لوديع ذاته، في تماثل بين الصورتين، إذ يجمع بينهما كون الأم مانحةً واهبةً، تهب الماء للنبات، والحياة والرعاية لوديع، وتتسرَّب أصداء تلك الصورة الأخيرة إلى علاقة وديع بالمرأة الحبيبة والشريكة، وبحثه في علاقته بها عن صورة الأم المناحة الحياة/الماء، كما سيفصّله البحث فيما يأتي.

الكلمات الرئيسية