الْاسْتِشْرَافُ وَالْتَّخْطِيْطُ الْمُسْتَقْبَلِيُّ فِيْ الْفِقْهِ الْإِسْلَاْمِيِّ. دِرَاْسَةٌ فِقْهِيَّةٌ تَأْصِيْلِيَّةٌ.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة المنيا كلية الآداب

المستخلص

يُعدُّ فقه الْتَّخْطِيْطِ الْمُسْتَقْبَلِيَّ واستشراف آفاقه واستحضار واقعه مبدأ أصيل من مبادئ الشريعة الإسلامية الغراء، له قواعده وأصوله ومناهجه، وهو جزء لا يتجزّأ من السنة النبوية الشريفة التي تُعدُّ المصدر الثاني للتَّشريع الإسلامي, والتي لها دور كبير في رفعته ونهضته, واستحضار الرؤية المستقبلية والتَّبصُّر بأحداثها جزء من جوهر هذا الدين, "...ومن قُبَيل التَّطُّلع والنَّظر في آفاق الله التي أُمِرنا باستبصارها والتَّامُّلِ فيها أيضا، تخطيطا لما يستقبلنا من عاديَّات الزمن، وتحسُّبا لأزماته، وترقُّبا لمُفاجآته..." ، فالاستشراف الفقهي أصل قائم على تحقيق مقاصد الشريعة ورعايتها، ومصالح العباد في الدنيا والمعاد، وفق وقائع الأصول ومتطلَّبات التَّجديد، ومقتضيات العصر، والنَّظر في مآلات الأمور وعواقبها، وهذا دليل قاطع على عظمة الدين الإسلامي وصلاحيته؛ للتَّطبيق في كل زمان ومكان، ومواكبته لجميع التَّغيُّرات والتَّطوُّرات.
ومن المُسلَّمات أيضا استشراف صاحب السنة المعصوم - صلوات الله وسلامه عليه - للمستقبل، فهو خير من استشرف وخطَّط ودقَّق وسعى وعمل وجاهد وواجه الأزمات وتحدِّيات المستقبل، وتفاداها من خلال نصوص الوحي الإلهية, أو اجتهاده، أو إقرارٍ على اجتهاده، وسياسته الحكيمة التي كان يتميز بها أكبر دليل على ذلك، حيث قام بوضَع الأُسس القوية؛ لتأسيس الفرد والأسرة والمجتمع والدولة، ولِيُنقلوا إلى رحاب ومُتَّسع الحضارة الإسلامية، وقِيَمِها، فيتَّضح للمُطَّلع في سيرته، والمُتتبِّع لكتب السيرة المحمدية والفقه عظمة الاستشراف

الكلمات الرئيسية