التلازم الدلالي للفظة الخمر في القرآن الكريم

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم اللغة العربية ــ كلية الآداب ــ جامعة المنيا

المستخلص

تتناول هذه الورقة البحثية وجهًا جديدًا من وجوه الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم، وهو (التلازم الدلالي)، الذي سيكون مدار البحث فيه حول لفظة (الخمر) في سياقاتها، والتلازُم الدلالي: "نظرية تقتضي وجود دلالة تُلازم (تصاحب) استعمال اللفظ في جميع مواضعه في القرآن الكريم، ولا تلازم هذه الدلالة اللفظ عند استعماله في غير القرآن الكريم، وهذه الدلالة الملازمة ليست موجودة من معاني اللفظ في المعجم، كذلك في استخدامها بين البشر، ومما يؤكد ذلك ما ذكره (الجاحظ) في بيانه لتفسير ورود ألفاظ (الجوع، والمطر، والغيث) في سياقاتها القرآنية المختلفة، فيقول: وقد يستخفُّ الناسُ ألفاظًا ويستعملونها وغيرها أحقُّ بذلك منها، ألا ترى أنَّ الله تبارك وتعالى لم يذكر في القرآن الجوع إلا في موضع العقاب، أو في موضع الفقر المُدقع والعجز الظاهر، والناس لا يذكرون السغب، ويذكرون الجوع في حال القدرة والسلامة، وكذلك ذِكر المطر؛ لأنك لا تجد القرآن يلفظ به إلا في موضع الانتقام، والعامة وأكثر الخاصة لا يفصلون بين ذِكر المطر و ذِكر الغيث..، فالجاحظ بقوله يشير إلى تميّز استخدام القرآن الكريم لألفاظه، وذلك عن طريق وجود دلالة أو أكثر تكون ملازمة (مصاحبة) للفظ في جميع مواضعه، وهذه الدلالة مغايرة للمعنى المعجمي للفظ، كما أنها تكون خارج استعمال الناس لها، وهذا ما حدث مع الألفاظ التي ذكرها (الجاحظ)، حيث أن لفظ (الجوع) تلازمه في سياقاته دلالة (الفقر المدقع والعجز الظاهر)، كما ذكر أن لفظ (المطر) تلازمه في مواضعه دلالة (الانتقام، والعقاب، والهلاك)، (والغيث) الذي تلازمه دلالة (الرحمة والخير)، وهذا الاستخدام يكون مغايرًا لاستخدام البشر لهذه الألفاظ ...

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية