الخـطــــاب القــــرآنـي مفهومه وأنواعه

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم اللغة العربية / كلية الآداب / جامعة المنيا

المستخلص

وكان للخطاب في تراثنا العربي حَيّز كبير من درس البلاغيين والمفسرين والأصوليين، فمباحث الفصل والوصل والإيجاز والإطناب والنظم عند البلاغيين تُعدّ من صلب "تحليل الخطاب"، أما المفسرون والأصوليون فإن نظرتهم الشمولية للخطاب القرآني واهتمامهم بالسياق وإدراكهم أن تحليل الخطاب هو تحليل اللغة المستعملة تعدّ أبرز ملامح نظرية "تحليل الخطاب"، وأزعم أنهم في ذلك سبقوا نظريات حديثة كـ"البرجماتية" التي تعني عند اللسانيين المعاصرين "دراسة الاستعمال" ، والخطاب عند الأصوليين هو "توجيه الكلام إلى مدرك له" وقيل: هـو "اللفظ المتواضع عليه المقصود به إفهام مَن هو متهيّئ لفهمه" ، وقيل: ما يُقصَد به الإفهام أعمّ من أن يكون من قُصِد إفهامُه متهيئا أم لا ، والكلام عند الأصوليين يطلق على العبارة الدالة بالوضع على مدلولها القائم بالنفس، بالتالي فالخطاب إما الكلام اللفظي أو الكلام النفسي الموجّه به نحو الغير للإفهـام.
ويبدو لنا من كلام الأصوليين (علماء أصول الفقه) أن مقصودهم بـ"الخطاب التكليفي" هو الخطاب القرآني والنبوي للمكلّفين، أي هو ما يشمل الآيات والأحاديث التي تناولت أحكام التكليف وضوابطه من أمر ونهي وجوبا وندبا واستحبابا وتحريما وكراهة، سواء أكان ذلك في العبادات أو الأخلاق أو المعاملات، وقد توقف علماء أصول الفقـــه عند تلك النصوص القرآنية والنبوية بالفكـــر والتحليل لاستنباط القواعد والأحكام الفقهية، لكن دراستنا ستقتصر على الخطاب القرآني التكليفي فحسْب.

الكلمات الرئيسية