التناسب البلاغي في سورة الأعلى

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب جامعة المنيا

المستخلص

هدف هذا البحث إلى دراسة التناسب البلاغي في سورة الأعلى، ويُقصد بالتناسب معرفة علل ترتيب السور وتلاؤمها، وآيات السورة الواحدة وتوافقها، والوجه الجامع بين مطلع السورة ومقطعها، وتوسل البحث بالمنهج الاستقرائي لبيان هذا التناسب في سورة الأعلى، بغية الكشف عن العلاقات التي تربط بين موضوعات هذه السورة ومقاصدها، وتلَمُّس السلك الفكري الناظم لمعانيها ومبانيها، وتوصل البحث إلى مجموعة من النتائج كان من أبرزها أن التناسب البلاغي في سورة الأعلى كشف عن كثير من دلالات النظم القرآني، ووجوه الإعجاز البلاغي المودعة في الترتيبات والروابط، الأمر الذي أسهم في فهم مقصودها، واتساع تأويلات قضاياها التي تشابكت أصولها مع فروعها في خيط دقيق جعل من السورة وحدة شاملة، كما تجلى التناسب الخارجي لسورة الأعلى في بديع تشاكلها مع سابقتها (سورة الطارق) في المطلع والقضايا والخاتمة، ودقة تناسبها مع لاحقتها (سورة الغاشية) التي فصلت ما أجملته الأعلى، الأمر الذي يؤكد على تلاحم سور القرآن الكريم، وأخذ بعضها بأعناق بعض، وتفسير بعضها بعضا، وتفصيل بعضها لمجمل بعض، في إحكام، وتناسق، وانسجام، وهذا التناسب بين سور النص القرآني يرجع إلى بلاغته، وجودة سبكه، وبديع نظمه، وكذلك ظهر التناسب الداخلي واضحا في سورة الأعلى بداية من التناسب بين اسم السورة ومقصودها وموضوعاتها، ومرورا بالتناسب والانسجام بين آيات السورة، وانتهاء بالتناسب بين مطلع السورة وخاتمتها، وبهذا جاءت كل آية في السورة الكريمة مرتبطة بما قبلها، ومسلّمة لما بعدها في سلك فكري جامع لمعانيها، ونظم بديع رابط لمبانيها، فكانت السورة نسيجا متكاملا كآية واحدة تنطق بعظمة ذات الله تعالى وصفاته أفعاله، وتقيم الأدلة على شمول قدرته الإلهية خلقا وإمدادا يشهدان بالوحدانية، وذلك كله في حسن ترتيب، ودقيق اتصال.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية