تعد النظرية الحجاجية من النظريات اللغوية المتعلقة بالجانب البلاغي للغة ، والبلاغة بوصفها فرع للمعنى ، والمعنى وعاؤه اللفظ ، واللفظ مكون من مكونات الجملة ، والجملة مكون من مكونات النص ، والنص اللغوي المتماسك لا بد له من معايير وهذه المعايير التي توافق عليها علماء اللغة المحدثون تتمثل في سبعة معايير منها الحبك والسبك ، ولكي يتحقق الحبك والسبك في النص ؛ فإن منشأ النص يجب أن يربط بين عناصره ، وهذا الربط الذي يتحقق من خلاله حبكة النص اللغوي ، له روابط ، وهذه الروابط هي التي تجعل من النص نصا متماسكا ، ومترابطا ، ومنسجما ، لأن النص اللغوي مثل الثوب ، تتماسك انسجته وتتناغم مع صنعته حتى يظهر جماله ، فإذا تماسكت عناصر النص وتناغمت أفكاره مع ألفاظك ، فإن ذلك يؤدي إلى براعة النص، وبراعة منشئه ، ويجعل متلقي النص يصطاد معانيه من نهره بسهولة ، وبغير كثير عناء ؛ لأن النص الذي تتناثر أفكاره وتتنافر مع ألفاظ ، يجعل المتلقي يصاب بالملل ، وخيبة الأمل في الحصول على مقصدية المتكلم ، فلا يقبل على النص ، والمقصدية والتقبلية معياران يترتبان على سبك النص وحبكة ، لذا كان اهتمام هذا البحث بالروابط كعنصر من عناصر الحبك في النص اللغوي .