(مَرْحَبًا، وَأَهْـــلًا، وَسَهْلًا) في كـتـاب سيبويه ومَواقِفُ النّحْوِيينَ، والمُعْرِبينَ مِنْها دراسة نحويّة دلاليّة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية الآداب جامعة الباحة السعودية

المستخلص

يتناول هذا البحثُ دراسةَ عبارةِ سيبويه في قوله: (ومن ذلك قولهم: مَرْحَبًا وأَهْلاً... فإنما رأيتَ رجلًا قاصدًا إلى مكان، أو طالبًا أمرًا فقلتَ: مَرْحبًا وأَهْلًا، أي: أدركتَ ذلك وأصبتَ، فحذفوا الفعل لكثرة استعمالهم إياه، وكأنّه صار بَدَلاً مِن رَحُبَتْ بلادُك وأهِلَتْ، كما كان الحذَرَ بدَلًا مِن احذر)؛ حيث اختلف كثير من النحويين في تفسيرها، وانقسم جماعة من المعربين حول تقديرها؛ إذ يحتمل ظاهرُها دلالتين، ويتنازع منصوبُها بين عاملين؛ ممّا اقتضى توجيه تلك العبارة، وتحليل ما فيها من لطف الإشارة، ودراستها دراسةً نحويّة دلاليّة؛ تَسْتقْرِي آراء العلماء فيها، بدءًا بسيبويه، ثم بمن تناولها من شراح كتابه المتقدمين، ومَن تلاهم من أشهر النحويين والمعربين؛ لشرح دلالتها، وتقدير عاملها، وبيان حقيقة إعرابها، حتى خلص البحث بعد الدراسة والمناقشة إلى استظهار مراد سيبويه من عبارته، المطرد مع نصوصه وأمثلته.
ويُعدّ كتاب سيبويه بحرَ العربية الخِضَم، ومحيطَ علومها الأعظم، لا تتناهى فوائدُه، ولا تتماهى قواعدُه، عليه يلتقي النّحويون، وبه يرتقي الصّرفيون، ومنه ينتقي اللغويون، فهو قرآنُ النّحو الجامع، وبرهانُ الصّرف السّاطع، ودليل اللغة القاطع.
على آفاقه سارَت الشُّروحُ والتّعليقات، وفي أعماقه غاصت البحوث والدّراسات؛ تَلْتقط من شطآنه الدُّرَرَ الثّمينة، وتَسْتنبط من قيعانه الكنوز الدّفينة، إلا أنّه-وهو البحر المحيط-لم تزل به كنوزٌ لم تُنَلْ، ورموزٌ لم تُحَلْ

الكلمات الرئيسية