عناية مفتي دار الإفتاء برجال الحديث النبوي والنظر في الجرح والتعديل

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المنيا

المستخلص

هذا العلم -علم الجرح والتعديل- تفرّد المحدثون بوضع قواعده وشروطه، وآدابه، وأحكامه عامة، ويُشهد لهم بهذا الفضل، ويعترف بهذا السبق القاصي والداني، والعدو والصديق، فلتهنأ نفوس المحدثين، ولْتَطِبْ خواطرهم بما قعّدوه، وصنّفوه.
ولا يتقولنّ قائل: إنه لا حاجة لعلم الجرح والتعديل؛ لأنه غيبة( )، أو: من الذي نصّب هؤلاء المحدثين حكّاماً، وقضاة على رواة الحديث يقضون فيهم برأيهم ويقبلون، ويردون بمزاجهم؟ لا، فالغيبة أن تتكلم عن إنسان بقصد الانتقاص منه لغرض سيء، ومأرب خسيس في نفسك، أما كلام الأئمة ـ أهل الاختصاص ـ في الرواة؛ إنما هو لبيان حالهم، وهل هم أهل لأن يؤخذ عنهم أشرف مصدر، وأعظم منبع بعد القرآن، وهو حديث رسول الله  أم لا؟ ولولا ذلك لوجد الدجّالون والدسّاسون مرتعاً خصباً، ومجالاً رحباً للعبث بحديث من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم .
وأما عن الدعوى الثانية: فإن التقوى التي كان عليها الأئمة النقاد، والأمانة التي كانوا يتمتعون بها، تحجزهم عن القول بما لا يعلمون، وضبط أقوالهم وأفعالهم فيما يجرحون، أو يعدّلون. ونظرة واحدة في تأصيلهم وتطبيقهم، تعرّفك الحقيقة وتعطيك النتيجة .

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية