الإيغال وما يتعلق به

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية الآداب جامعة المنيا

المستخلص

القرآن الكريم هو الكتاب المُبِين، وحبل الله المَتِين، والصراط المستقيم، والنور الهادي إلى الحق وإلى الطريق المستقيم، بهر الله به الألباب، وسلب به العقول والأبصار، لِما فيه من حق وجمال، وعظمة وجلال، فلَمْ يَقْدِرْ وَاحِدٌ من العرب لمُعَارَضَتِهِ بَعْدَ أن تحداهم رسول الله به، وهم أرباب الفصاحة واللسان والبلاغة والبيان؛ لأنهم وجدوا فيه ألفاظا يسهل جريانُها على اللسان، ويألفها ذوق الإنس والجان، . ووجدوا فيه أيضا إحكاما لنظمه، فكل كلمة منه في موقعها اللائق بها بحيثُ تكونُ كلماتُه مُتناسبةً يأخذ بعضها برقاب بعض، يصل الكلمة بما يلائمها، ويعطف الجملة على ما يناسبها، كالبناء المحكم المتلائم الأجزاء، فلو أدير لسان العرب كله على أن يأتوا بكلمة هي أفضل وقعا ونظما ومعني من كلمة القرآن لأعجزهم ذلك، فلا تكاد تَمرُّ بك كلمة منه إلا وجدتَها محكمة الوضع، سبيكة النظم، فلا يمكنك أن تشير إلى جملة من جمله أو كلمة من كلماته أو حرف من حروفه وتقول: ليتها جاءت على غير هذا الوضع، أو تقول لو استبدل بها كلمة أخرى لكانت الجملة أشد انسجامًا، وأصفى ديباجة ، وأبهى لفظا، وأحلى معنى. فضلا عما فيه من التشابيه البارعة، والأمثال الرائعة، والاستِعارات الطريفة، والمَجازات والكنايات اللَّطيفة، فلم يملكوا أنفسهم أمام ذلك كله إلا أن يقروا بالعجز والقصور، وفي ذلك غاية التربية ونهاية المصلحة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية