المذاهب الإلحادية وأثرها في المجتمعات المعاصرة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية الآداب جامعة المنيا

المستخلص

إن من أخص مقامات الفطرة الإنسانية ظهورا الإيمان بالله - ﷻ- وإشباع النفس بهذا الإيمان يأتي بحديث روحي ينتج قدر من الاستقرار والطمأنينة والسعادة البشرية، وأصل هذا الإيمان هو ما أخذه الباري - جل جلاله - على عموم البشرية من لدن آدم - عليه السلام - إلى آخرهم موتا من ميثاق الاعتراف الفطري بربوبية المولى - ﷻ - فأصبح هذا الاعتراف جزءا من حياة النفس ومكوناتها، بل أنت ترى أن هذا المقام قد استوت فيه سائر المخلوقات حيوانها وجمادها، والإلحاد فكرة ماديَّة قامت على إنكار وجود الخالق سبحانه وتعالى، وتنطلق من خلال تداخل العوامل الفكرية والنفسية والاجتماعية لتشكل ظاهرة معقدة تقود صاحبها إلى العذاب النفسي، والخروج عن الفطرة، وغياب التفسير الواعي للحياة، وانفلات الغرائز والشهوات، وهدم النظام الأسري والانتحار والتفكك والانحطاط المجتمعي. وتقوم هذه الفكرة كذلك على إنكار البعث والنشور، والحساب والجزاء، والجنة والنار، ورفض التسليم بوقوع معجزات الأنبياء؛ لأن ذلك مما لا يقبله العقل بداهة، لقد أضحى الإلحاد موضة فكرية في بعض المجتمعات الإسلامية؛ فبعد هروب الشباب من الإرهاب والتشدد الديني، وجدوا في هذا الاتجاه تحررًا فكريًا وتنويرًا عقليًا، وتحقيقًا لطموحاتهم زعموا، فتهافتوا نحوه آملين الخلاص من الاضطرابات الداخلية لديهم، وقد تخيلوا ذلك التحرر المقيت طوق نجاة، فلما تمسكوا به؛ انحدر إلى دركات الأفكار المظلمة، وتلك نتيجة الانحراف عن الفهم الصحيح للدين الإسلامي.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية