من الظواهر اللغوية المتعلقة بتفسير بعض الآيات القرآنية ظاهرة جمع المثنى المعنوي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة القصيم السعودية

المستخلص

إن الله تعالى خلقنا لعبادته ، ومن أجل العبادات العلم ، وأجل العلم ما كان متعلقاً بأسماء الله وصفاته، وكما يقال: شرف العلم من شرف المعلوم، وقد تقرر عند أهل العلم أن للوسائل أحكام المقاصد ، وعلوم العربية من علوم الآلة التي يتوصل بها إلى فهم كتاب الله تعالى، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
وقد اعتنى العلماء _ رحمهم الله _ بفهم كتاب الله تعالى فتدبروه امتثالاً لقوله جلّ وعلا: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا   كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ 
وأهل العلم ذكروا _ من آثار تدبرهم لكتاب الله تعالى _ ظواهر لغوية، منها: عام الذي يُراد به خاص ، وجمعٌ يُراد به واحد واثنان ، وواحدٌ يراد به جمع، وواحدٌ يراد به مثنى ، ونحو ذلك
ولما كانت ظاهرة الجمع الذي يراد به مثنى من أشرف الظواهر التي فسر بها العلماء استدلال أهل السنة والجماعة بآياتٍ فيها إثبات صفتين من صفات الله جل وعلا ، كقوله تعالى: وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا  أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا ، وقالوا بأن المثنى إذا أضيف إلى ضمير تثنية أو جمع فإنه يجمع طلباً لخفة اللفظ، واستدلوا بقوله تعالى: فقد صغت قلوبكما ولم يقل: قلباكما ، وحيث أن ما استدلوا به أضيف إلى ضمير تثنية ؛ وما استدلوا له أضيف إلى ضمير جمع ، فحصل بهذا إشكال مع أن هذه الظاهرة _ جمع المثنى المعنوى _ لم أجد من جمع مباحثها ، وذكر مسائلها ، ولمّ شتاتها

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية