ناولت في هذا البحث "منهج الإمام أبو بكر بن العربي في التفسير" وقد اقتضت طبيعة البحث أن يتكون من المقدمة وجاء فيها، أن القاضي أبو بكر بن العربي بذل جهدًا كبيرًا وعناية فائقة في تفسيره للآيات وخاصة آيات الأحكام، ويتجلى ذلك في دقة استنباطه الأحكام الشرعية من نصوص الآيات الكريمة ومن السنة الصحيحة يهدف بذلك إلى جعل الكتاب والسنة أصلاً ومرجعًا في جميع الأمور للاحتكام بين الناس في عباداتهم ومعاملاتهم. وقد قسمت هذا البحث إلى مطلبين: الأول: منهجه في تفسير القرآن بالقرآن، حيث ذكرت أن القاضي ابن العربي يكثر من ذكر الآيات التي تفسر المعنى المراد من الآية، واهتمام الإمام بن العربي بالتفسير بعد الإجمال حين تأتي آية مجملة فتأتي آية أخرى فتفسر هذا الإجمال ولقد دللنا عنها بمثال من مؤلفاته. والثاني: منهجه في تفسير القرآن بالسنة النبوية، حيث يستشهد القاضي أبو بكر بن العربي بالحديث للاستدلال على صحة التفسير، كما لم يعتمد على قول المفسرين بل استدل بعد البحث بحديث من السنة يفسر الآية. وهذا يبين لنا مدى اعتماد ابن العربي على السنة، فهو يعتني بالسنة لاشتهاره بقوة الحفظ وذلك جعله يميز بين الأحاديث الصحيحة من الأحاديث الضعيفة.
)
View on SCiNiTO